ثم أوينا إلى غار في إحدى هضاب حدا وتناولنا فيه طعام الغداء : وفي طريق عودتنا شعرت بأني ظلمت تلك الصحراء الجميلة عندما اختزلتها في تلك المقبرة ، ولهذا فإننا عندما مررنا بجبل الطراد عجنا على صوانه ، فأخذت ألتقط بعض الصور لعلها تعبر عن نزر يسير من جمال الطبيعة في تلك الصحراء : وما إن رأى أحد رفاقنا أثر أبي الحسل حتى تتبعه .. فقبض عليه تحت صخره ، ولم تنفعه شفاعتي في إطلاقه : وهذه الأحجار الجميلة لصوان الطراد أشرعت إحدى الشركات فيها آلاتها لتستغلها في صنع الرخام حتى كادت تلتهمها ، ولم يعلم أصحاب تلك الشركة أن هذه الحجارة هي في نفوس أناس أغلى من ناطحات السحاب ، حتى قام رجال من وادي الدواسر - قبل سنوات - بشكايتها ومنعها ، فعلمت إذ ذاك أن دون العرين أسوده ، فرحلت ، ثم عادت مرة أخرى بالقرب من هذا المكان بعد أن احتمت بنفوذ الرأسمالية الذي هو أشد صلابة من حجارة الصوى !. لوحة قديمة للشركة في مكانها السابق : من لم يتناول جُحّا على صخرة من صخور صوان الطراد أو الباقر بعد سير في رمال حارة فهو لم يذق - بعد - طعمه الطبيعي ولم يبصر لونه الحقيقي ! .. وفي طريق عودتنا مررنا بجبل الباقر والتقطت صورا مفصلة لبعض معالمه التي تخفيها برقه عن أعين المارين ، ولبعض أثاره التي يستغلق فهم رموزها على الناظرين ، ولعلها تكون مادة لموضوعي القادم .. وإلى أن نلتقي مرة أخرى أستودعكم الله ..