عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 03-30-2008, 05:06 AM
الخضاري الخضاري غير متواجد حالياً
مراسلنا من وادي الدواسر
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 400
معدل تقييم المستوى: 26
الخضاري is on a distinguished road
افتراضي رد: الله يسقى ديرة الفسق ولاديرده الحسد

الأخ العزيز : همال بردي .. لا أعلم ما الشيء الذي تختلف معي فيه ؟ .. هل تقصد أن الحسد لا يدخل في جنس الفساد ؟ وأن الله - عز وجل - يحبس مطره عن المسلمين بسبب طغيان الحسد بينهم ، ويمنحه للكفار مع انتشار الفساد عندهم لأنه لا يوجد لديهم حسد ؟ بمعنى أنك لا ترى ذلك استدراجا للكافرين ، وابتلاءً وامتحانا للمسلمين ..
أنا أكاد أجزم أنك لا تختلف معي في هذا ..
لكن ثمة اضطراب عجيب في مفهوم الظلم ، والحسد ، والفساد بشكل يجعل الحسد والظلم في نظر البعض يختلفان عن الفساد و هو ما سبب اللبس حول هذه القضية مع أن الظلم والحسد هما أس الفساد ..
أما مقولة شيخ الإسلام فهي لا تتعارض مع ماقلت ، لأن مقولة ابن تيمية تعني أن الدولة الكافرة العادلة يكون عمرها طويل بخلاف الدولة الظالمة فإنها يسرع إليها الخراب حتى لو كانت مسلمة ؛ لأن الظلم كما يقول ابن خلدون : مؤذن بخراب العمران ..
أما قولك :فالظلم والحسد ... إلخ .. هذا يتعلق بحال المسلم بينه وبين ربه من جهة ، وبينه وبين البشر من جهة ..
أما حال الكافر : فإنه لايضر مع كفره أي ذنب يقترفه .. يقول جل وعلا : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } (النساء:48) ..
ثم ينبغي الإشارة إلى أن ثمة حسدا خطيرا لدى الكفار ألا وهو الحسد الذي يتصل بالدين كما نراه اليوم من حملات شرسة لدى الغرب لتشويه الإسلام والإساة إلى نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وكل ذلك حقدا وحسدا لما يرونه من انتشار للإسلام في بلدانهم .. يقول الحق تبارك وتعالى ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) .. وهذا النوع من الحسد أشد خطرا من الحسد الذي يقع بين المسلمين أنفسهم لأن هذا الأخير يتعلق بالأمور الدنيوية ، هذا ،والله أعلم .


توقيع : الخضاري
مطر يذوب الصحو منه وبعده ... صحو يكاد من الغضارة يمطر


رد مع اقتباس