أقسام القلعة:
القلعة مؤلفة من قسمين: قلعة داخلية قوية وقلعة خارجية أكثر اتساعاً، وقلعة المرقب كانت كثيفة السكان في يوم من الأيام، حيث عاش داخلها أكثر من ألف شخص عام 1200م، ويحيط بها سور خارجي مزدوج لزيادة تحصين القلعة ومناعتها، وهو مزوّد بأبراج أغلبها بشكل نصف دائري وعددها /14/ برج دائري، متفاوتة الحجم أكبرها وأضخمها من الناحية الجنوبية..
القلعة الداخلية: عبارة عن قلعة صغيرة مستطيلة الشكل تقريباً، ولها حلقتان من الأسوار تقع على الذروة الجنوبية للقلعة ويفصلها عن القلعة الخارجية قناة مائية عريضة.
يتألف قلب القلعة الداخلية من برج متين البنيان مستدير الشكل يبلغ قطره حوالي /72 قدم/، يواجه الجنوب ويتصل من جانبيه بأبنية متعددة الطبقات ذات قاعات فسيحة منقطرة السقف، وفي منتصفها توجد كنيسة كبيرة يقسم فنائها إلى قسمين غير متساويين، وثمة مستودعات تتجمع حول الفناء الشمالي الأكبر مع مرابط الخيل..
برج الصبي:
هو جزء من دفاعات القلعة يقع جنوب غرب بانياس على يمين أوتستراد (طرطوس- اللاذقية)، يبعد عن القلعة 2 كم، ويعود للفترة الصليبية، شيّد لضرورات عسكرية (المراقبة، الإنذار،..) بحجارة بازلتية، ويتألف من طابقين، كما تحوي جدرانه مرام للسهام.
يروي الأهالي نقلاً عن الأقدمين عن وجود نفق تحت الأرض يصل “قلعة المرقب” بـ “برج الصبي”، ونفق آخر تحت الآرض من “برج الصبي” إلى شاطئ البحر، ولكنه تهدم.
تسمية القلعة:
عرفت “قلعة المرقب” بأسماء عديدة خلال العصور التاريخية منها: باللغة اليونانية “مار كابوس” و”ماركابان”، ودعيت من قبل اللاتين باسم “مارغت” و”مارغاتوم” و”مارغانت”، وأطلق عليها العرب اسم قلعة “المرقب”، وفي اللغة العربية كلمة “مرقب” تعني “الحارس أو المراقب” وسميت بذلك الاسم لأنها كانت تشرف على البحر والتلال المجاورة من ارتفاع 362 م، وتقوم بدور الحارس أو المراقب!.
تاريخ القلعة:
بناها العرب عام 1062 وسيطر الصليبيون على القلعة عام 1117 م وجعلوها حامية لهم، وأصبحت من أهم المواقع الحصينة على امتداد الساحل السوري، استعادها السلطان قلاوون عام 1285 م بعد معارك عنيفة وحصار دام 38 يوماً، فكانت عملية تحريرها صعبة جداً، وكانت هزيمة الصليبيين نكسة كبيرة لهم وخاصة وأنهم فقدوا أهم موقع منيع لهم، وكان ذلك إيذانا بانتهاء وجودهم في الشرق كله، علماً أن صلاح الدين الأيوبي لم يستطع تحرير القلعة، وكذلك السلطان الظاهر بيبرس حقق نصراً ولكنه لم يستطع دخولها بسبب صعوبة الوصول إليها وارتفاعها ومناعتها، فقد كانت عصية على الكثيرين عبر التاريخ، وبعد تحريرها علي يد السلطان قلاوون أمر بإعادة تحصين القلعة أكثر وجعل فرقته من المماليك البحرية في حمايتها.