النينو يثير مخاوف العلماء |
يقول العلماء إن العالم يشهد مؤشرات بقرب حدوث الظاهرة المناخية الدورية المعروفة باسم ظاهرة النينو في المحيط الهادئ. وفي السطور التالية نحاول إلقاء بعض الضؤ عن أصل هذه الظاهرة ومسبباتها وتأثيراتها على المناخ.
النينو ظاهرة خاصة بالمحيط الهادئ تميزها تقلبات حادة في درجات حرارة سطح المحيط بمعدل يزيد عن 5 درجات مئوية لفترة خمسة أشهر أو أكثر عبر المنطقة المدارية الوسطى من المحيط. وأهم علامات بدء ظهور النينو هي:
- ارتفاع الضغط الجوي فوق سطح المحيط الهندي وإندونيسيا وأستراليا.
- هبوط الضغط الجوي فوق تاهيتي وأواسط المحيط الهادئ وشرقه.
- ارتفاع هواء دافئ قرب بيرو مسبباً هطول أمطار في الصحاري هناك.
- جريان مياه دافئة من غرب المحيط الهادئ والمحيط الهندي إلى شرق المحيط الهادئ.
وتحدث ظاهرة النينو عادة كل سبعة أعوام، وظلت تحدث بانتظام منذ حوالي 15 ألف عام، ولكن الاهتمام العالمي بتأثيرات هذه الظاهرة لم تبرز إلا في أواسط السبعينات، وفي العادة يبدأ رصد علاماتها الأولى خلال شهري أبريل ومايو.
ويتوقع العلماء أن تبلغ الظاهرة أقصى قوتها في هذه المرة بنهاية العام وبدايات عام 2007م، ولكنها لن تصل إلى قوة عام 1997م، عندما تسببت النينو في إتلاف المزروعات في آسيا وإفريقيا، وأغرقت الفيضانات الساحل الغربي للأمريكتين، وأسفر ذلك عن مقتل أكثر من ألفي شخص وخسائر تدميرية قدرت بعشرين مليار دولار. وتصحب النينو عادة تغيرات كبيرة في الضغط الجوي بين المحيط الهادئ والمحيط الهندي، وتطلق على الظاهرة في هذه الحالة عادة مصطلح التذبذب الجنوبي. وقد تصاعدت وتيرة النينو في السنوات العشرين الماضية، مما دعا العلماء إلى الشك في احتمال ارتباطها بظاهرة ارتفاع درجة الحرارة العالمي، ولكن هذه العلاقة لم تثبت حتى الآن.
ورصد علماء الإدارة الأمريكية للضغط الجوي والمحيطات جفافاً أكثر من العادي في كل من إندونيسيا وماليزيا والفلبين، وهي الدول التي تظهر فيها عادة العلامات الأولى للدورات الجديدة من النينو، ولكن ازدياد درجات الحرارة هذا العام يتفاوت بين درجة واحدة ودرجتين مئويتين فوق المعدل الطبيعي، وهي تغيرات طفيفة مقارنة بما حدث في أوائل الثمانينيات، على سبيل المثال، حيث بلغ معدل التغير خمس درجات مئوية.
وفي الحالات القوية من النينو تضعف الرياح التجارية عادة، وقد تغير اتجاهها، وتجبر المياه التي تزيد درجة حرارتها عن 28 درجة مئوية إلى التحرك في اتجاه الشرق. وتتبخر هذه المياه مؤدية إلى هطول الأمطار فوق أمريكا الجنوبية (شرق المحيط الهادئ)، بينما تعاني إندونيسيا ودول غرب المحيط الهادئ من الجفاف.
ولا يعرف العلماء سبب حدوث النينو بالضبط، ولكن من أهم العوامل المرتبطة بالنينو قوة الرياح التجارية التي تهب من الشرق إلى الغرب عبر الجزء الاستوائي من المحيط الهادئ (انظر أيضا: الرسم البياني المرفق).
منقول من مجلة الجزيرة.. على الرابط
http://www.al-jazirah.com/magazine/10102006/ax68.htm
شكرا أبو سلطان..
|