عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-06-2010, 11:55 PM
حكيم العامري حكيم العامري غير متواجد حالياً
خبير طقس مميز (( الوطن العربي ))
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 8,226
معدل تقييم المستوى: 34
حكيم العامري is on a distinguished road
افتراضي رد: فعطل قلوصي في الركاب

سوف نستعرض الابيات ونتعمق في وصف الشاعر ونعيش في مخيلته

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلــــة *****بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا

يتمنى الشاعر بان يرجع الى اهله ويبيت و لو ليلة واحدة بجنب الغضا وهو شجر ينتشر بمنطقته حتى و لو كان رأعي للابل امنية بسيطة جدا ! لانه علم بانه لن يدركها حقيقة بعد أن ادركته المنية

فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه***وليت الغضا ماشى الركاب ليالـيـا
ثم يتمنى بان الركب الذي سافرمعهم لم يقطعوا عرض الغضاء وانه مستمر معهم ليشاهد شيء من دياره او يتمنى بان الغضاء استمر يمشي معهم ليليا
كل هذا ليطفى ضمى لهفته وشوقه لبلده واهله الذين لن يراهم مرة اخرى


لقدكان في أهل الغضا لودنا الغضا *** مزار ولـكـن الغضا ليس دانـيــا

لقد كان ينوي زيارة اهل الغضاء وهم امه وابيه واخوته وزجته وابناءه
ثم يستدرك امنيته بــ لو دنا الغضاء ... وهي امنية صعبة لمن يحتضر
فيجيب نفسه الملهوفة اجابة تبكيها ( ولكن الغضاء ليس دانيا ) اجابة تزيد من المرارة في نفسه و هو يحتضر

ألم ترني بعت الضلالة با اــهـــدى *** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيـا

يعود ويهدي نفس يا نفس الم تبعي الضلاة بالهدى وانت يا نفس اصحت مجاهدة في جيش عثمان ابن عفان رضي الله عنه
ويعطي نفسه دفعة معنوية وهو يحتضر بانه شهيد لكي ينسلى البلد والاهل

و أصبحت في أرض الأعادي بعدما ** أراني عن أرض الأعادي قاصيا

و يقول لنفسه اصبحت الان في ارض الاعادي والي كنت اتمنى الوصول اليها وانا بعيد عنها حتى ينسي نفسه
ما اصابها من حزن


دعاني الهوى من أهل ودّي وصحبنتي *** بذي الطبسين ، فالتفت ورائـيــا


لما واسى نفسه تحرك الهو كانه يناديه بموضع من الارض يقال له ذي الطبسين
فاجاب الداعي بالتفاته الى الخلف كانه يسمع صوت حبيب يناديه لا تذهب


أجبت الهوى لما دعاني بزفـــرة *** تقنعت ، منها أن ألام ، ردائـيــا

ويكمل بانه اجاب الهوى لما دعاه ولكنه لم يجبه بكلام بل بزفرة من أحشائه وبكت عيناه فاخذ طرف ردائه اي ثوبه فرده على وجهه لكي لا يشاهده الجيش باكيا

888888888888888888888888888888888
تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي *** سفارك هذا تاركي لا أبا ليا

يصور المشهد تصويرا فابنته لم يكن ان تخطابه بعد سفره ولاكنه يصوره تصويرا ليكمل لنا روعة التصوير
وهذا البيت مهم لانه يثبت لمن يقول بانه ندم على السفر مجاهدا فهذا غير صحيح بل كان يصور مشاهد رائعة في نفس راقية ومخيلة خصبة لا حدود لها حتى عند الوفات

لعمري لئن غالت خراسان هامتي *** لقد كنت عن بابي خراسان نائـيـا

يجزم بان خرسان كلها لو خاضت هامته فاختار كلمة خرسان اي يصور بانه لو هجموا كلهم عليه
وخاضوا خوضا هامته فلم يقل يكسروا او يضرب بل وبخ نفسه باكثر بانهم لو خاضوا فيها فانه يستحق
لانه هو الذي ذهب برجليه الى خرسان وكانت خرسان بعيدة عنه
كان يقول هذا جزاء ك يا مالك ابن الريب الجاني على نفسه


فإن أنج من بابي خراسان لا أعد *** إليها و إن منيتموني الأمانيا

يقول امنية باني لو نجيت من هذه لن اعود ولو منوني كل الاماني كانه يقول للموت دعني هذه المرة لاذهب الى اهلي ولن اعود كرة أخرى




فلله دري يوم أتـرك طائـعـا *** بنـيَّ بأعلـى الرقمتين ، ومـالـيـا
يقول لله دري ليس مدح بل تهكما على نفسه
كيف تركت بني وماليا ؟ وكل ذلك فعلته طائعا


ودر الظباء السانحات عشـيــة *** يخبّرن أنــي هالك من أمــامـيـا
يقول لله در الضباء شاكر لها لانها كانت اذا سنحت اي قطعت عليهم في السفر من الشمال الى اليمين يتشائمون و يعودن من اسفارهم ويقولنا بانه تخبرنا بمصيبة في هذا السفر
وكان يصور بأن الضباء التي سنحت عليهم عشية كانها تقول له وترجوه : يا ملاك عد ولا تسافر فانا نخاف عليك من سفرك هذا

ودر كبـيريَّ اللذين كلاهـمــا *** عليَّ شفيق ناصح لـو نـهانـيـا
و در ابي و امي والذين كانا مشفقان علي ومناصحينا لي ليتهم نهوني و لو بالقوة
وفي روية ما النيا اي لم الن لقولهما ويصف نفسه بالتكبر والغرور الذي جنى عليه
في كل بيت وضع تصوير بليغ متشبثا فيه بتعاليل كانت تقربه من اهله وهو في احتضاره

و در الرجال الشاهدين تفتكي *** بأمري ألا يقصروا من و ثاقيا
وهنا يقول بان الحاضرين لم يقوم بدوهم كما يجب وكان عليهم ربطي بالحبل ولا يرحموني في شده علي لاني كنت حينه مجنون



ودر الهـوى من حيث يدعو صحابه *** ودر لجاجاتي ودر اتنـهائـيـا

يعود هنا الى البيت السادس عندما تحرك الهوى كانه مرسل من الاحبة يقول له عد


ويقول لله در الهوى حيث لم يقصر في الوفاء لصاحبه وكان يدعوه عد يا مالك ابن الريب

ويقول متهكما ولكني اطعت لجاجتي وغبائي فلله در غبائي وانتهائي اي نهايتي والتي تغلبت على كل من دعاني

وكانه يقول باني قد انتهيت بعد رفض المطالب الكثير للعودة وهي النقطة التي كتبت نهايتي بين ايديكم صريعا ميتا










7777777777777777777777777777777777777
تذكرت من يبكي علي فلم أجـــد *** سوى السيف الرمح الرديني باكيا

يقول وانا مقبل على الموت بعد ان لدغه الثعبان :
من يبكي علي في هذا الجيش ؟ ؟ فلا احد يعرفني حتى يجود علي بدمعه
ولاكن لا يعرفني الا السيف والرمح ثم يكمل الوصف باكيا ويتخيل بانهم يبكون عليه لانهم اكثر من يعرفه في هذا الجمع

واشقر خنذيذ يجر عنانه *** الى الماء لم يترك له الدهر ساقيا


وهناك اخر سوف يبكي علي هو خيلي الاشقر الحنذيذ ، وهنا يمدح الخيل يصفتين ليس من يحتضر في حاجة الى وصف خيل ولاكنه يستجدي الخيل ويستعطفه لكي يشارك في العزاء و يجود بالبكاء
ويصف لنا خيله في مشهد سينمائي ( بان الخيل اصبح مطئطئ الرأس حزنا على صاحبه
ويرحم الخيل عندما تخيل هو هذا المشهد و كانه يتألم لمصير الخيل بقوله ( لم يترك له الدهر ساقيا ) اي لم يترك له الدهر احد يسقيه الماء او انه لن يشرب من يد غيري وسوف يموت حزنا لانه اختار الضماء على شرب شربة من يد غيري
وكانه يقول للجيش بان المحتظر هو مالك ابن الريب و هناك من يعرفه ويعزه وسوف يبكي و يموت من اجله
والجماد وهو الرمح والسيف قد بكاني والحي وهو الخيل سيموت بموتي حزنا بعد ان ينصرف عن جثتي منزل راسه يجر عنانه على الارض حزنا


ولما تراءت عند مروٌ منيّتي *** وخلّ بها جسمي وحانت وفاتيا

وهنا ينقلنا من الخيال الى الجد وكانه يدخل في الحقيقية بعد ان كان يمني ويتخيل و يصور ابداعا
وعند موضوع من الارض يقال له مرو ويقول لنفسه خلاص اراء منيتي
كضيف نزل يختطف روحي
وضعف للموت جسمي اه كانه يتوقف ويقول ( حانت وفاتيا ) اه تحطم حلمي والاماني بعودتي الى اهلي و مشاهدتهم ولو خادم لليلة واحده اودعهم فيها كما في البيت الاول
وعند هذا البيت فاق من احلامه ليدرك الحقيقية ويغير و يقلص من امنيته
الى امنية محزنة في البيت القادم

أقولُ لأصحابي ارفعوني فإنني *** يقرُّ بعيني إن سهيل بداليا
عرف بانهم هم من سيتولى امور دفنه فخاطبهم بكمة اصحابي فيقول لهم :
طلب شاعري محزن : ارفعوني ... لكي اشاهد شيء من بلدي و هو نجم سهيل اليماني لان بلدته جنوبا واقرب له سهيل
وكانه يقول اريد ان يكون المنظر الاخير شيء اشاهده في بلدي فسهيل يعيد لي بعض روحي التي تخرج
و يخفف علي الغربة
وكانه يقول تنازلت عن كل شيء لانه اصبح مستحيل ولاكن هناك شيء غير مستحيل هو النجم الذي كنت اشاهده في ليالي جميلة كنت اقضيها مع احبابي واهلي وابنائي
فيتذكر تلك الليلي وهو ينازع سكرة الموت تخفيف للفراق والغربة والحسرة على عدم القاء
تصوير بليغ تدمع له العين و يدخل في مخيلتك القصيدة كفلم تشاهده
والعجيب كيف نسجها وهو يصارع الموت هذا يدل على عواطف لم تنفجر الا في لحظة اليقين بالفراق المر

فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا *** برابيه إني مقيم لياليا

و يواصل الكلام بياصاحبي
ويطلب منه بان الموت اقترب فانزلاني بمكان مرتفع و لا تعجبا من طلبي فاني اختار موقعا لاني سوف اقيم فيه ليليا وهذا من حقي ان اختار موضعي لانه الموضع الاخير و الذي هو داري الموحشة


أقيما علي اليوم او بعض ليلةٍ *** ولا تعُجلاني قد تبيّن مابيا
وهنا يطلب منهم ان يونسوه في وحشة القبر بان لا يدفنوه ويذهبو فوار تركيه
فيقول اقيموا علي اليوم ثم يستدرك و كانه يقول لا اريد ان اثقل عليكم او بعض ليلة
فلا تستعجلوا علي قد تبينت مصيبتي و اني ميت وسادفن فطلاتي هذه هي الاخيرة فاصبروا علي

وقوما إذا ما استُل روحي فهيّئا *** لي السدر و الأكفان ثم ابكيا ليا

وخطا بأطراف الأسنة مضجعي *** وردّا على عيني فضل ردائيا
اليتين توصف طلبه بعد خرج الروح


ولا تحسُداني بارك الله فيكُما*** من الأرض ذات العرض ان توسعا ليا
وهنا يقول لا تحسدوني في ان يكون قبري كبير فليس المقصود بالحسد لانه ليس موضع حسد كانه يقول الارض وسيعة فلا يضيركم ان توسعا قبري من الارض والتي يصفها بذات العرض اي بان الارض كبيرة ولن ينقص منها قبري شيء
ويستدرك بقوله بارك الله فيكم لانه عدهما اصحاب فضل عليه لتحقيق طلابات يرها البعض صغيره ولاكن من ضعفت حيلته يرها كبيره لضعفه وعجزه عن فعل شيء من امانيه

خُذاني فجُرّاني ببردي إليكما *** فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
وهنا يصور ضعف الان اكثر بقوله خذاني وكانه اصبح من المتاع
ويستكمل خذاني فجراني ببردي اليكما
اي الان اصبحت ضعيف لو مسكتومني بعبائتي وجريتوموني اليكم سوف يكون هذا سهل و محزن لاهله عندما تبلغهم القصيدة

نكمل الوصف لاحقا


توقيع : حكيم العامري
رد مع اقتباس